
على ارتفاع آلاف الأقدام، ليس غريبًا أن يتحول المقعد إلى عالمٍ صغير يضجّ بالاكتشافات والحكايات. لكن هناك تفاصيل بسيطة تترك أثرًا عميقًا في تجربة السفر، ومنها سياسة بعض شركات الطيران حول عدم تقديم الكحول في الطائرة. مع أن البعض قد يتساءل عن سبب غياب النبيذ والمشروبات الروحية، إلا أن لهذا الاختيار مكانة خاصّة بين المسافرين العرب والمسلمين، والعائلات الباحثة عن بيئة هادئة وآمنة في السماء. اليوم، تشهد هذه السياسات اهتمامًا متزايدًا وسط تغيّر مزاج السفر العالمي، حيث يغدو الامتناع عن تقديم الكحول في الطائرة وعدًا بالخصوصية، الراحة والأمان، بعيدًا عن ضجيج الكؤوس وخباياها.
لماذا تختار بعض شركات الطيران عدم تقديم الكحول في الرحلات الجوية؟
تفضيلات السفر لا تتحدد فقط بتذكرة أو وجهة. بل يؤثر الإطار الثقافي والديني، إلى جانب دوافع الأمان، في قرارات شركات الطيران بشأن قائمة الضيافة على متن الطائرة. ومع تغير طبيعة السفر والوعي المجتمعي، أصبحت بيئة السفر المحافظة مطلبًا لملايين المسافرين حول العالم.
العوامل الثقافية والدينية لمنع الكحول في الطائرة
في دول مثل السعودية، الكويت، مصر، والعراق، تلعب القيم الدينية والاجتماعية دورًا محوريًا في رسم ملامح الضيافة الجوية. تمتنع شركات الطيران الوطنية عن تقديم الكحول احترامًا للشريعة الإسلامية وقوانين البلاد، فالسفر هنا ليس مجرد عبور، بل امتداد لبيئة المجتمع المحافظ.
يحظر على مالك أي طائرة مسجلة في المملكة، أو مشغلها أن يقدم أو يبيع لأي شخص على متنها أي مشروبات كحولية ، أو مواد مخدرة ، أو أي مواد محظور دخولها إلى المملكة.
تجد العائلات والركاب المسلمون في هذه السياسة مصدر طمأنينة، فهي تضمن بيئة خالية من مظاهر لا تتوافق مع معتقداتهم، وتمنحهم شعورًا بأن الطائرة هي جزء من أرض الوطن في الهواء. ينطبق الأمر على شركات مثل “السعودية” و”مصر للطيران”، حيث يشكل غياب الكحول في الرحلات الجوية تقليدًا راسخًا يعبّر عن هوية وقيم يرى الكثيرون أنها لا تتجزأ مهما تغيرت خطوط السير أو وجهات الرحلات.
دوافع الأمان والانضباط على متن الطائرة
وجود الكحول على متن الطائرات لم يكن دائمًا مجرد ترفيه. فقد أدى في بعض الحالات لمشاكل كبيرة بدأت من المشادات اللفظية ووصلت إلى تهديد سلامة الطيران. مع كل رحلة تقلع، تكون الأولوية للأمان والانضباط. وتؤكد بعض شركات الطيران أن غياب الكحول في الطائرة يسهم في تقليل احتمالات التصرفات غير اللائقة والسلوك العدواني بين الركاب.
لقد وقعت حوادث عالمية كثيرة بسبب الكحول، أدّت أحيانًا إلى تحويل مسار الرحلات أو اتخاذ إجراءات قانونية ضد الركّاب المسيئين. ولذلك، يعتبر الامتناع عن تقديم الكحول في الطائرة أحد حلول صناعة الطيران للحصول على أجواء هادئة مناسبة للعائلات، وكبار السن، وكل من يرغب في سفر بلا ضغوط أو مواقف محرجة. ويمكن الرجوع إلى أسباب منع ركوب الطائرة لتوضيح كيف أن مشاكل السلوك ترتبط غالبًا بتعاطي الكحول.
إقرأ أيضا : إكتشف 05 أسباب وراء منع التدخين في الطائرة
أبرز شركات الطيران التي لا تقدم الكحول في الطائرة

تعتمد شركات طيران عديدة سياسة الامتناع الكامل أو الجزئي عن تقديم الكحول في رحلاتها الجوية، سواء بشكل دائم بسبب المبادئ، أو مؤقت نتيجة ظروف عالمية. هذه الشركات باتت تختصر رحلة السفر في مفهوم الهدوء والاحترام المتبادل.
اسم الشركة | السياسة | ملاحظات |
---|---|---|
الخطوط السعودية | دائم | بيئة محافظة، لا يقدم الكحول مهما كانت الوجهة. |
مصر للطيران | دائم | التزام ديني صارم، رحلة عائلية بلا إزعاج. |
الخطوط الكويتية | دائم | يلتزم بالعادات والتقاليد الكويتية. |
الخطوط الجوية العراقية | دائم | من أكثر الشركات التزامًا بهذه القواعد. |
الخطوط القطرية | جزئي | لا تقدم الكحول في بعض الرحلات حسب الوجهة. |
باكستان انترناشونال | دائم | تقيّد صارم بتعاليم الدين الإسلامي. |
الخطوط الإيرانية | دائم | من أوائل الشركات المانعة للكحول شرعًا وقانونًا. |
تجارب الركاب على هذه الشركات تتسم غالبًا بالإيجابية، إذ يُشيد كثيرون بالهدوء وغياب المشاحنات المرتبطة بتعاطي الكحول. يفضل بعض المسافرين خاصة من العائلات بيئة خالية من أي سلوكيات مفاجئة، وهذا يفرض على طواقم الضيافة أيضًا مستويات عالية من الاحترافية.
شركات الطيران العربية: مبادئ واضحة وسياسات راسخة
تتربع كل من ” الخطوط السعودية” و”مصر للطيران” على قائمة الشركات الجوية لا تقدم الكحول في الطائرة الأكثر شهرة في العالم العربي. التزامهما ينبع من احترام الشريعة والقيم الاجتماعية، ما يجعل تجربة السفر معهما أقرب لما يمكن تسميته “استمرار للحياة اليومية” حتى أثناء التنقل بين القارات.
ركاب هاتين الشركتين غالبًا ما يشعرون براحة نفسية وخصوصية، سواء كانوا في رحلة عمل أو برفقة عائلاتهم. تستطيع أن تلمس هذا حتى في الأخبار والتعليقات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يُشيد الكثيرون بالهدوء والالتزام. لمعرفة المزيد حول شروط منع السفر جوًا، تجد تفصيلًا لكيفية ارتباط السلوك المنضبط بتجربة السفر الإيجابية.
شركات عالمية تمنع أو تحد من تقديم الكحول في الطائرة: حالات استثنائية مؤقتة ودائمة
بعض الشركات العالمية، مثل “باكستان إنترناشونال” و”الخطوط الإيرانية”، تعتمد الحظر الدائم لكن شركات أوروبية وآسيوية لجأت لمنع الكحول في الرحلات الجوية لفترات محددة. مثلًا، خلال جائحة كوفيد-19، أوقفت شركات عديدة مثل “دلتا”، “إيزي جيت”، “فيجن أتلانتيك” و”أمريكان إيرلاينز” تقديم الكحول في رحلاتها الجوية بشكل مؤقت لتقليل الاحتكاك بين الطاقم والركاب بالإضافة لتعزيز إجراءات الصحة والسلامة.
هذا المنع المرحلي أعاد فتح النقاش حول الفوائد الفعلية للرحلات الخالية من الكحول. كثير من الركاب شجعوا الفكرة لأنهم لمسوا فرقًا واضحًا في الانضباط العام وراحة البال أثناء السفر. وجدت بعض الشركات أنه كلما قل وجود الكحول في الطائرة، انخفضت مشاكل النزاعات والتجاوزات.
الخلاصة: تجربة سفر مختلفة تبدأ من قائمة الضيافة
في عالم يغلب عليه التنوّع والاختلاف، تقدم شركات الطيران التي لا تقدم الكحول في الرحلات الجوية نموذجًا خاصًا للسفر يحترم القيم، ويوفّر بيئة آمنة، تروق للكثيرين من العائلات والمسافرين الباحثين عن السكينة. تكتسب هذه السياسات أهمية خاصة في المجتمعات العربية والإسلامية، لكنها أيضًا أثبتت فائدتها في حالات عالمية مثل تفشي الأوبئة.
انتشار هذا النوع من السفر الجوي يمنح المسافرين فرصة لتجربة هادئة ونقية في الأجواء. فإذا كنتَ قد سافرت على متن إحدى هذه الشركات أو لديك رأي حول غياب الكحول في الطائرات، شارك تجربتك في التعليقات ولا تتردد في نقل رأيك ليستفيد الجميع. لأن كل رحلة، في النهاية، قصة تستحق أن تُروى بشفافية وصفاء.